لم تعد مدينة جدة كما كانت سابقاً، تلك المدينة الهادئة بحاراتها الخمس القديمة والقابعة داخل أسوارها، اليوم مدينة جدة هي بلا جدال أحد أهم المدن العصرية التجارية على طول ساحل البحر الأحمر. ولم يكن بالإمكان أن يتحقق ذلك لولا الدعم الكبير الذي أولته حكومة المملكة العربية السعودية لتنمية وتطوير هذه المدينة. إن التطور العمراني والتنموي الكبير الذي شهدته مدينة جدة خلال العشرين سنة الماضية وضع جدة على خارطة المدن الإستراتيجية المهمة في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذ تطلب دخول أسلوب إدارة هذه المدينة عصراً جديداً يمكن من خلاله مواكبة التغيرات والمستجدات العالمية على مختلف المجالات والأصعدة و التي يأتي في مقدمتها الإطار البيئي لهذه المدينة.
دائماً ما كان ينظر للمدن على إنها المحرك الإقتصادي الأساسي للتنمية. وفرت هذه التجمعات البشرية الكبيرة القوة البشرية الضرورية لدعم مختلف مجالات التنمية وقطاعاتها. ساعدت على جذب الإستثمارات وخلق الفرص في سبيل السعي لتحقيق الرخاء وتحسين مستوى المعيشة. إلا انه وفي نفس الوقت، شكلت هذه المدن عبئاً بيئية وولدت أثاراً بيئة لايمكن إغفالها. ففي الوقت الذي تغطي المدن فقط 3% من مساحة كوكبنا، يسكن بها أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، ويستهلكون 75% من إجمالي الموارد الطبيعية لهذا الكوكب. إضافة الى ذلك تنتج هذه المدن حوالي 50% من إجمالي النفايات العالمية المنتجة.
لذلك كان من الضروري أن تبدأ مدينة جدة في إتخاذ الخطوات الضرورية للعمل على الإرتقاء بالمستوى البيئي للمدينة والسعي لتقديم خدمات بيئية متميزة تواكب طموحات و تطلعات سكان المدينة. إن إتخاذ أمانة محافظة جدة القرار بإنشاء شركة جدة للبيئة والتنمية المستدامة كشركة متخصصة في تنمية وتطوير المنظومة البيئية للخدمات البلدية المختلفة هي خطوة في الطريق الصحيح لجذب الإنتباه لهذا القطاع المهم وفتح المجال أمام القطاع الخاص للقيام بواجباته تجاه تنمية مدينة جدة.
وبناء على ذلك وضعت شركة جدة للبيئة والتنمية المستدامة على عاتقها العمل على الإرتقاء بمختلف الخدمات البيئية البلدية من خلال التعاون مع الشركات المتخصصة المحلية والعالمية بحيث توفر مدينة جدة البيئة الصحية المناسبة التي نتطلع جميعاً للتحقيقها.
د. حسـان حسـني شــاولي
المدير التنفيذي
